15 أيار 2014، اسطنبول: اندلع حريق كبير في منجم للفحم في سوما، جراء حدوث عطل كهربائي مفاجئ في المعمل التابع له، وقد حوصر خلاله مئات من العمال حتى عمق كيلومترين تحت الأرض في منطقة سوما في مانيسا.

ونظراً لإرتفاع عدد الضحايا الى أكثر من مئتي عامل في هذا الحادث المأساوي، ردّت مديرة غرينبيس في العالم العربي، صفاء الجيوسي إلى أن: “كثيراً ما تتكرر حوادث مماثلة، وأحداً لا يتحرك لإيقافها وعدم تكرراها. واننا بذلك نتوجّه بالعزاء إلى جميع عائلات الضحايا الذي قضوا في هذا الحادث المرعب”.

وبناء على ذلك، ينبغي كشف الأسباب التي تقف وراء وقوع هذا الحادث المروع والإفصاح عنها بشفافية كاملة أمام الجمهور، والإعلان عن كلّ منهم وراء وقوع حوادث مماثلة وملاحقتهم قضائياً ومحاسبتهم بشكل جدّي. ويضاف الى ذلك، بأن يجب تعديل قوانين العمل الأساسية وفرضها لتجنب وقوع أحداث مماثلة في المستقبل.

ويشار الى ان عملية خصخصة سريعة كانت قد أجريت على السوق الكهربائية في سوما والتي خلالها سلّمت المهام الى القطاع الخاص دون وضع أيّ شروط أو قيود كافية لذلك، وهذه العملية كانت السبب الرئيسي للمأساة التي وقعت أخيراً. ويشار الى ان سبب التسرّع في اجراء عملية الخصخصة كان لإستغلال احتياطيات الفحم في أسرع وقت ممكن. اذ ان المستثمرين الذين يريدون التجارة في الفحم والسيطرة على هذه الألغام، كانوا قد تجاهلوا كلياً قوانين سلامة العمل، حتى انهم تجاهلوا ان العاملين هم بشر أصلاً.

ان هذه المأساة أكّدت مجدداً ان استخدام الفحم لإنتاج الوقود هي عملية معاناة طويلة. ولتجنب الوقوع في مأساة أخرى مماثلة، يجب العمل على تنفيذ استراتيجية جدّية تعطي الأولوية للشعب وليس للأرباح الماديّة.

نختم:” “نرغب بأن لايتكرر ألم مماثل أبداً، بغض النظر عن السبب مهما كان”.