98275_156115

يجتمع قادة العالم هذا الأسبوع في لاهاي ضمن فعاليات قمة الأمن النووي، من أجل الحديث عما أسماه الرئيس باراك أوباما “أحد أعظم التهديدات للأمن الدولي: الإرهاب النووي”.
يبدو ذلك غريباً، أليس كذلك؟ .. لكن حين تتساءل ما هو الإرهاب النووي؟ ومن هم الإرهابيون النوويون؟ لن تجد أي إجابة على الموقع الرسمي للقمة !
ما ستجده هو كثير من الجمل الغامضة والضبابية عن أمن المواد النووية لكي لا تقع في يد الإرهابيين.
دول مثل أمريكا وروسيا تملك مخزوناً من الأسلحة النووية يكفي للقضاء على وجود البشرية عدة مرات، لكن يبدو أن هذه الدول ليست تهديداً. بل على العكس، فيتم التصفيق لهم لعمل قمة دولية عن الإرهاب النووي.
لذا فهذا درس لك في المستقبل: إذا كنت دولة تملك أسلحة نووية فهذا يجعلك قوياً. وإذا لم تكن، فامتلاك أسلحة نووية أو حتى مواد نووية يجعلك إرهابي محتمل، باستثناء كوريا الشمالية إيران، اللتان تُعدّان بالطبع إرهابيتان في كل الحالتين.
لهذا ربما لم تشارك بيونغ يانغ، كما صرّح رئيس الوزراء الهولندي مارك روت بأن الدول المثيرة للمشاكل ستبطئ العملية.
اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية تقف على أساسين: الأول أنه لن تسعى دول جديدة لامتلاك أسلحة نووية، والثاني الذي لا يقل أهمية عن سابقه هو أن الدول التي تملك أسلحة نووية ستقوم بإزالتها. رأينا الكثير من الجدل والعقوبات حول الأولى، لكن كثيراً من الصمت على الأخيرة !
وكما هو واضح فقضية إزالة التسلح النووي ليست على أجندة القمة. فهي قضية حساسة لكثير من المشاركين غير المستعدين للتخلي عن امتيازاتهم.
لن يكون هناك نقاش كذلك حول الطاقة النووية. يتم اعتبار امتلاك مفاعلات نووية حقاً أساسياً لكل دول. ويتم الدفاع عن هذا الحق بقوة من أمريكا وفرنسا وروسيا، الذين يجنون مليارات من بيع المفاعلات النووية للأسواق الأجنبية، ويتجاهلون أن هذا البيع يعتبر في الوقت ذاته بيعاً للمعرفة والمعلومات والمواد والأجهزة التي تساعد على انتشار الأسلحة النووية.
حتى حقيقة أن باستطاعتك الرسم على قبة المفاعلات النووية في كل أنحاء العالم، لإثبات أنها ضعيفة في مواجهة هجوم إرهابي، لا تشغل بال صانعي القرار حول العالم بالدرجة الكافية !
إذا ما الذي يشغلهم؟
بشكل رئيسي أمن النفايات النووية، وخاصة الطبية منها. فهناك عدة حوادث تم فيها استبدال مواد نووية خطرة، لذا يجلس الجميع معاً لمناقشة أمن المواد النووية.
لا نقاش حول الكميات الهائلة من الوقود المستنفذ الذي يحتوي على بلوتونيوم من محطات الطاقة النووية. لا نقاش حول مخاطر نقل البلوتونيوم ذهاباً وإياباً. فقط الحديث بين الدول النووية عن كيفية بناء جدار أعلى حول الصناعة النووية.
لا يوجد هناك خطأ في مناقشة أمن المواد النووية التي نملكها بالفعل، لكن هناك قضايا أكثر إلحاحاً للمناقشة في القمة النووية.
من المؤسف أن يجتمع زعماء العالم دون معالجة القضايا الأساسية مثل نزع السلاح النووي والطاقة النووية والنفايات النووية.
لن يكون العالم في أمان من الإرهاب النووية طالما ظل قادة العالم يسعون لإحياء الصناعات النووية وتوسعة أسواقهم.
إذا أردت أن تضمن من أن الإرهابيين لن يمتكلون قدرات نووية، عليك أن تحرص على عدم وجود قدرات نووية.