قديماً كان الاعتقاد السائد أن المحيطات  شاسعة جدا بشكل ان لا يمكن ان تتأثر بأي نشاط بشري. ولكن أعمال الصيد العشوائي والتنقيب عن النفط والتعدي في أعماق البحار والتلوث وتغير المناخ  ما هي إلا دليل على أن البشر هم السبب المباشر في الضرر الذي يلحق بمحيطاتنا والكائنات البحرية.

 

الأخطار التي تواجه محيطاتنا لا تقتصر فقط على الكائنات البحرية، إنما تشكل خطرا كبيرا علينا أيضاً! المحيطات هي نظام الدعم لكوكبنا بحيث تدعم سبل معيشة المليارات من البشر. لذلك فإن مصيرنا هو من مصير محيطاتنا.

 

ما هو نوع الإجراءات التي يمكن اتخاذها للخفض من حدة الأضرار التي تهدد محيطاتنا وحياتنا؟

 

تقع معظم مياه المحيطات خارج حدود الدول، أي أن هذه المناطق الشاسعة ليست ملكاً لأحد وبالتالي فهي لنا جميعا. ما يحدث لمحيطاتنا يقع على عاتق كل واحد منا، لذلك نحن من علينا إيجاد الحل!

 

والحل واضح،  نحن بحاجة إلى إنشاء محمية في محيطاتنا.  

 

والمحيطات المحمية هي مناطق واسعة النطاق وتكون بعيدة عن كل الأنشطة البشرية الاستغلالية، وتوفر للكائنات البحرية والنظم الإيكولوجية كل ما تحتاجه للتعافي من الأضرار اللاحقة بها. فوائد هذه المحميات عالمية، من استعادة كميات الأسماك المنتشرة في جميع أنحاء العالم، إلى ضمان الأمن الغذائي لمليارات الناس التي تعتمد على محيطاتنا. والعلم أصبح جازم في أن المحيطات السليمة تلعب دورا حاسما في امتصاص ثاني أكسيد الكربون مما  يساعد على تجنب وخفض آثار تغير المناخ.

 

أما الخبر الجيد هو أن حكومات دول عدة في العالم اتفقت على إبرام معاهدة المحيطات. إلا أن هذه المعاهدة لن يتم العمل بها قبل العام

  1. حالياً، هناك بعض المشاريع التي تهدف إلى الحفاظ على محيطاتنا. ففي العام الماضي تم حماية مساحة ضخمة تبلغ 1.5 مليون كيلومتر مربع في بحر روس في القطب الجنوبي.

 

القطب الجنوبي هو موطن العديد من الكائنات البحرية كمستعمرات البطاريق، والحبار، واكبر حيوان على وجه الأرض، الحوت الأزرق.  

يستهدف التوسع للصيد الصناعي في القطب الجنوبي،  أنواع نادرة من الحيوانات البحرية والتي تعتمد عليها  الحيتان والأختام والعديد من الحيوانات البرية الأخرى للبقاء على قيد الحياة. و في خبر مروع نجا اثنان من البطاريق الصغيرة فقط في مستعمرة تضم حوالي 40 ألف بطريق، وما هذا إلا دليل آخر على المخاطر التي تواجه القطب الجنوبي/أنتاركتيكا.    

 

وحاليا، تجتمع الحكومات المسؤولة عن القطب الجنوبي لمناقشة مستقبل القارة ومياهها. وقد تم طرح مقترحات محدودة على الطاولة هذه السنة، هم يملكون فرصة تاريخية السنة القادمة  لإنشاء أكبر منطقة محمية على الأرض: محمية في أنتاركتيكا وتبلغ مساحتها خمسة أضعاف حجم ألمانيا، البلد الذي يقترح مشروع المحمية.

 

إنشاء أكبر منطقة محمية في العالم في القطب الجنوبي من شأنه أن يشكل ضغطاً على أصحاب القرار بأهمية حماية محيطاتنا والقطب الجنوبي!   

الرحلة لحماية أكثر من نصف كوكبنا تبدأ الآن، لنبدأها في القطب الجنوبي. إنضم إلينا!