٢٩ آب/أغسطس ٢٠١١ – أثارت برقية دبلوماسية سرّبها موقع ويكيليكس وتعود إلى العام ٢٠٠٩ تساؤلات خطيرة حول قدرة شركة تصدير المفاعلات النووية الروسية، أتوم ستروي أكسبورت، على الوفاء بالإلتزامات التي تعهدت بها في عقودها الحالية، ناهيك عن الوفاء بالتعهدات التي قطعتها للدول العربية.

وفي البرقية التي تم تسريبها، إتهم سفير الولايات المتحدة الأميريكية لدى روسيا، جون بيرل، روسيا بالسعي الحثيث لإبرام عقود جديدة تتيح لها بناء مفاعلات نووية بالرغم من “إزدياد الصعوبة في الحصول على قروض، ضعف البنى التحتية اللازمة للبناء الصناعي، وندرة الإختصاصيين في هذا المجال”، وهو ما إعتبره السفير عائقاً لقدرة أتوم ستروي أكسبورت على تحقيق الخطط المرتقبة في المدى المنظور ( رابط باللغة الإنكليزية).

وفي ختام البرقية يشير السفير: “من غير المرجح أن تتمكّن أتوم ستروي أكسبورت من إستكمال العديد من محطات إنتاج الطاقة النووية التي تفاوض حالياً على إنشائها ضمن الأطر الزمنية المطروحة”. كما أعلن نيغكاتولين صراحةً: “هذه الخطط ضرب من الخيال.” كان بولات نيغكاتولين آنذاك النائب الأوّل للمدير العام لمكتب مكافحة الإحتكار.

وتجدر الإشارة أنّ شركة أتوم ستروي أكسبورت هي الشركة المتعهدة بناء مفاعل بوشهر النووي في إيران. وإلى الآن تعرّض المشروع لعدد من التأخيرات والتكاليف المتصاعدة في حين تتعدد إتهامات المسؤولين الإيرانيين لعمّال المفاعل بالتواطؤ لتأخير البناء(رابط باللغة الإنكليزية). في العام ٢٠٠٩، وقعت روس اتوم إتفاق مع دولة قطر، وروس اتوم هي شركة تابعة لأتوم ستروي أكسبورت التي تعنى بأعمال البناء. كما تشمل لائحة دول المنطقة التي وقعت عقود تعاون نووي مع روس اتوم كل من سلطنة عمان والجزائر وليبيا( رابط باللغة الإنكليزية).

وكانت الأردن قد وضعت مفاعل ” أي إي أس ٩٢” التابع لشركة أتوم تروي أكسبورت ضمن قائمة المرشحين في مناقصة إنشاء مفاعلها النووي والتي ستعلن نتائجها في أواخر هذا العام. وهذا أمر مقلق، إذ يتهم بعض المحللين روس اتوم أنها لا تقدم الحقائق التقنية الموثوقة عن هذا المفاعل، مع الإشارة إلى عدم وجود الخبرة العملية مع هذا النموذج( رابط باللغة الإنكليزية).

وتملك شركة اتوم ستروي اكسبورت مشاريع بناء مفاعلات نووية في كل المغرب ومنطقة الضبعة في مصر على البحر الأبيض المتوسط، على الرغم من أن إستكمال المشروع الأخير يبدو الآن غير مؤكد.

مع إعتراف كل من مسؤولين روسيين ومسؤولين في شركة أتوم ستروي أكسبورت بعدم قدرة صناعتهم النووية الوفاء بالعهود المبرمة لبناء مفاعلات، ناهيك عن الوعود التي قطعتها للدول العربية بمشاريع مستقبلية، فإنّ غرينبيس تدعو روس أتوم للتراجع عن عرضها بناء مفاعلات إقليمية، بما في ذلك المناقصة المطروحة حالياً أمام الحكومة الأردنية لبناء أول مفاعل نووية لإنتاج الطاقة في البلد.

وبما أنّ المشاكل التي تواجهها شركة أتوم ستروي أكسبورت، من نقص التمويل والبنى التحتية والعمالة المتخصصة اللازمة، هي مشاكل شائعة في الصناعة النووية بشكل عام، فإن غرينبيس تدعو الدول العربية للإبتعاد عن بناء مفاعلات نووية والتوجه نحو تقنيات إنتاج الطاقة المتجددة والتي تكون بالوقت عينه أكثر أماناً للناس ورفقاً بالبيئة.