قد يتساءل البعض: ما شأني والتغيّر المناخيّ؟ الحقيقة هي أن هذا السؤال يمكن أن يصبح نقطة انطلاق لفهم أعمق وأكثر إيجابية لدورنا نحن الأمّهات في مواجهة هذه الأزمة العالمية.

عندما نتحدث عن التغيّر المناخيّ، غالباً ما يتبادر إلى أذهاننا صور الكوارث الطبيعية وذوبان الجليد وارتفاع درجات الحرارة. لكن بالنسبة لنا كأمّهات، يذهب تفكيرنا إلى مكانٍ آخر تماماً، مكان أقرب إلى القلب، فالأمومة تفتح أمامنا نوافذ جديدة من القلق، ليس فقط بشأن كلّ شيء يخصّ أطفالنا، من صحّتهم وتعليمهم إلى سعادتهم ورفاهيتهم، بل أيضاً بشأن مستقبلهم. نحن نرغب في أن نوفّر لهم بيئة صحية، مكاناً آمناً للعب والنّمو، وطبيعة تزخر بالجمال والتّنوع. لكن مع تزايد تهديدات التغيّر المناخيّ، يتضاعف قلقنا حول ما إذا كان أبناؤنا سيجدون في المستقبل ما نتمتّع به اليوم من موارد طبيعية.
قد يتساءل البعض: ما شأني والتغيّر المناخيّ؟ الحقيقة هي أن هذا السؤال يمكن أن يصبح نقطة انطلاق لفهم أعمق وأكثر إيجابية لدورنا نحن الأمّهات في مواجهة هذه الأزمة العالمية.
إن التغيّر المناخيّ هو أحد تلك الأمور التي يمكن أن تؤثّر على كل جوانب حياة أطفالنا اليوم وفي المستقبل. ومن هنا يبدأ دورنا في إدراك أهمية الموضوع، ليس فقط كقضيّة بيئية، ولكن كقضيّة شخصية تمسّ سلامة ومستقبل الأجيال المقبلة. وهنا يمكن للقلق أن يكون دافعاً للتّغيير، ويمكننا استخدام هذا الشعور لتحفيزنا على اتخاذ خطوات فعّالة.

نحن الأمهات القدوة الأولى لأطفالنا، وما نفعله يترك أثراً كبيراً في تشكيل عاداتهم وسلوكيّاتهم. ومن خلال تبنّي ممارساتٍ صديقة للبيئة، مثل تقليل استخدام البلاستيك، وتبني عادات مستدامة في حياتنا اليومية وتشجيع أطفالنا على المشاركة في أنشطة محلية لحماية البيئة وحثّهم على التفكير بشكلٍ إيجابي وابتكاري تجاه مستقبلهم، يمكننا تعليم أطفالنا كيفية حماية أمّنا الأرض. هذا لا يساهم فقط في الحفاظ على البيئة، بل يُنشئ جيلاً واعياً ومتحمّلاً مسؤولية الحفاظ على كوكبنا.

إلى جانب تأثيرنا كأمّهات على أطفالنا، يمكننا أيضاً أن نكون قوّة دافعة للتغيير في المجتمع. فمن خلال تشجيع الحوار والمشاركة في الأنشطة المجتمعية والمبادرات البيئية والتواصل مع أصحاب القرار، يمكننا أن نكون جزءاً من حركة أوسع للتغيير. فالتغيّر المناخي ليس فقط قضية علمية أو بيئية نتركها لأهل الاختصاص والخبراء، بل قضيّة اجتماعية تتطلب جهودنا جميعاً.
إذا كنتِ أماً وتفكرين في ما شأني والتغيّر المناخي، تذكري نحن الأمهات قادرات على مواجهة التّحديات، وإحداث فرق حقيقي من أجل أطفالنا ولأجل كوكبنا. ونعرف أن كل خطوة صغيرة نقوم بها اليوم، هي لبنة في بناء عالم أكثر أماناً وفرحاً وحباً لأطفالنا غداً.