07 آذار/مارس 2012، بيروت – في يوم 15 شباط/ فبراير الماضي، تلوث نهر بيروت بمادة حمراء حولت مياهه الى اللون الأحمر وتسببت بعاصفة اعلامية وشعبية هبّت للمطالبة بالكشف عن المسؤولين عن هذه الحادثة. وفي اليوم ذاته، توجه ناشطان من غرينبيس لبنان الى النهر وحصلوا على عينات من مياهه

.وأرسلت العينات الى متخبر مختصّ لتخضع للفحص المخبري، لكن المختبر لم يتمكن من استخراج كمية كافية من المادة كي يعمل على فحصها وتحديد نوعها. الا أن الفحص البكتيري للعينات أشار الى أن الحيوانات المجهرية ما زالت حية وحاضرة في العينات، ما يعني ان المادة الموجودة بهذه الكثافة المعينة هي غير سامّة. ورجّح المختبر بنسبة 90 % أن يكون اللون الأحمر ناتجاً عن صباغ عضوي يستخدم في صناعة الأنسجة ودباغة الجلود.

ويذكر أن هذا الصباغ الأحمر ينتمي الى عائلة مكوّنة من 4000 صباغ كيميائي عضوي يتمّ تصنيعها بشكل أساسي في الصين، وتصدّر الى مختلف دول العالم. وتجدر الاشارة الى أن هناك حاجة ماسّة لتصنيف هذه المادّة على نحو أفضل، نظرا الى أن طرق استخراجها لم تكن قاطعة الدقة ما يتسبب بنسبة شكّ تجاور ال 10 %.

في الوقت الحالي، تكمل غرينبيس لبنان تحقيقاتها لتحديد المصادر الممكنة لهذه المادة. ويشير مسؤول الحملات في غرينبيس ريان مكارم الى “انها لم تكن المرة الاولى التي يحدث فيها مثل هذا النوع من التلوث، فمثل هذه المواد ترمى يومياُ في أنهار لبنان وبحره بكميات أصغر من أن تلاحَظ بالعين المجرّدة”. ويتابع مكارم “ان هذه المواد تصدر عن منطقة صناعية تزدحم بالمعامل والمصانع المختلفة، بعضها مغلَق اليوم”

من جهة أخرى، يقول المسؤول اللوجستي في غرينبيس لبنان ايرام مزمنجي “ان سكان محلّة فرن الشباك أخبروا فريق غرينبيس أن هذه التجاوزات تحدث بصورة يومية بموادّ من ألوان أخرى، ولكن بالكاد يمكن ملاحظتها عن بعد بالعين المجردة”. ويتابع مزمنجي قائلا “بحسب شهادات السكان، فان مصانع دباغة الجلود التي تستخدم الصباغ الملون في تلك المنطقة  قد تم اغلاقها منذ سنين، لكن براميل الصباغ ما زالت موجودة في بعض الاماكن من دون وجود خطة واضحة وسليمة للتخلص منها”. ويشير مزمنجي الى أن السكان أبلغوا غرينبيس أنه من وقت لآخر، يجري افراغ برميل أو اثنين في مياه نهر بيروت ما يتسبب بتغيّر لونها. ويكمل “لقد عثرنا على أنبوب يسرّب سائلا أحمر الى النهر، وسوف نعمل الآن على الحصول على خرائط من وزارة الأشغال العامة والنقل لنحدد مصدر هذا الأنبوب ونقطة بدايته”.

وعلى الرغم من أن المختبر لم ينجح في تحديد نوع المادة بدقّة، الا أن غرينبيس ستستمر بتحقيقاتها وبالعمل جاهدة حتى كشف كافة الحقائق وراء هذا الحادث البيئي الخطير.

ويختتم مكارم تصريحه بالقول “ان غرينبيس ستكمل في مسيرة الكشف عن التهديدات التي يواجهها البحر المتوسط والبيئة اللبنانية، ونحن ندرك أن هناك مواد أخرى سامّة وملوّثة تصبّ في أنهارنا وبحرنا من دون أي مراقبة أو متابعة، لكننا في المرصاد وسوف نستمر بالتحقيق في هذه الجرائم البيئية وكشف هوية المسؤولين عنها”.