عائلة الشاب العراقي تتخذ إجراءات قانونية ضد بي.بي بسبب وفاة إبنها الشاب نتيجة لإصابته بسرطان مرتبط بانبعاثات الغاز من مشاعل النفط التابعة للشركة

أبريل /نيسان 2024، بيروت، لبنان – رفع  والد الشاب العراقي (21 عاماً)، الذي توفي بعد معاناة مع مرض السرطان بعد سنوات قضاها في العيش بجوار مشاعل الغاز في حقل النفط التابع لشركة بريتيش بتروليوم (بي.بي) في العراق، دعوى قضائية في المملكة المتحدة ضد الشركة مطالباً بتعويضات عن وفاة ابنه.

توفي علي حسين جلود في أبريل 2023 بعد صراع طويل مع سرطان الدم. قبل وفاته وثّق علي حياته كجزء من تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية  بالتعاون مع وحدة التحقيق التابعة لمنظمة غرينبيس. وجد التحقيق مستويات عالية من الملوثات المرتبطة بالسرطان في المنطقة المحيطة بحقل النفط التابع لشركة بي.بي بالقرب من منزل عائلة علي في جنوب العراق.

يؤكد خطاب الادّعاء الصادر عن مكتب المحاماة “هوسفلت أند كو Hausfeld & Co” بالنيابة عن والد علي، حسين جلود، أن “وفاة علي حسين جلود بسرطان الدم نتجت عن الانبعاثات السامة من حقل الرميلة النفطي”. وفي عام 2009، أصبحت شركة بي.بي المقاول الرئيسي في حقل الرميلة، الذي يعتبر أحد أكبر حقول النفط في العالم.

وفقاً للادعاء تواصل علي، الذي كان لاعباً متحمساً لكرة القدم قبل تشخيص إصابته بالسرطان في سن الخامسة عشرة فقط، مع شركة بي.بي للحصول على تعويض عن مرضه في عامي 2020 و2021، ولكنه قوبل بالصمت. يضيف الادعاء أن علي، “المناضل المتحمس” لوقف حرق الغاز في الرميلة، كان قد توفي بشكلٍ مأساوي قبل ستة أيام من اعتزامه إثارة هذه القضية في الجمعية العمومية لشركة بي.بي. حيث ألقى والده كلمة أمام الجمعية العامة عبر كاميرا الويب بدلاً من علي.

تطالب منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن تتحمل الشركات النفطية الكبرى والعابرة للحدود مسؤوليتها عن كافة الأضرار والخسائر التي تتسبب فيها للمجتمعات المحلية في منطقتنا ودفع ثمن ذلك!

أكد جوليان جريصاتي، مدير البرامج في منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن: “هذه الحالة المأساوية تعيد تذكيرنا بأن شركات الوقود الأحفوري العملاقة مثل شركة بي.بي يجب أن تكون في قفص الاتهام. لقد أصبح عصر الإفلات من العقاب وراءنا؛ يجب محاسبة المسؤولين عن المعاناة الإنسانية الناجمة عن صناعة الوقود الأحفوري وإجبارهم على وقف الحفر والبدء بدفع الثمن.”

قالت ماجا دارلينجتون، مسؤولة الحملات في منظمة غرينبيس في المملكة المتحدة: “كانت حياة علي قد انتهت بشكلٍ مأساوي بسبب سعي صناعة الوقود الأحفوري الحثيث لتحقيق الأرباح. وفي جميع أنحاء العالم، تواجه مجتمعات مثل مجتمع علي التلوث القاتل، والدمار البيئي، والكوارث المناخية التي لم تتسبّب في حدوثها، في حين تجني شركة بي.بي وغيرها من عمالقة النفط المليارات دون أي مساءلة على الإطلاق.

ليس من العدل ألا يتم تعويض عائلة علي من قبل شركة بي.بي عن خسارتها، رغم أنه لا يمكن لأي مبلغ من المال أن يعيد علي أو الآلاف من أمثاله الذين ماتوا وهم يعيشون في الظل السام لصناعة الوقود الأحفوري في جنوب العراق وخارجه. تنضم عائلة علي إلى حركة متنامية من الأفراد والمجتمعات التي تقف في وجه شركات النفط الكبرى في المحكمة للمطالبة بالعدالة. نحن الآن نطلب من حكوماتنا إجبار شركة بي.بي وبقية الصناعة على وقف الحفر والبدء بدفع ثمن الأضرار التي تسببها في جميع أنحاء العالم.”

ينتج من حرق الغاز الذي يتم  أثناء عملية التنقيب عن النفط، عدد كبير من الملوثات المرتبطة بالسرطان بما في ذلك البنزين. وقد تم ربطهذه  الممارسة بارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان بنسبة 20٪ في مدينة البصرة جنوب العراق بين عامي 2015 و2018، وفقاً لتقرير سرّي صادر عن وزارة الصحة العراقية، كانت قد اطلعت عليه بي بي سي.

وفقًا لتقرير Unearthed، بلغت حصة شركة بي.بي من انبعاثات حرق حقل الرميلة، في عام 2021 وحده، 4.52 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يمكن مقارنته بالانبعاثات السنوية لأكثر من 970 ألف سيارة بنزين، وما يعادل  ضعف انبعاثات حرق صناعة النفط في المملكة المتحدة بأكملها في العام نفسه.

انتهى

ملاحظات للمحررين:

1. تتوفر نسخ من خطاب الادّعاء عند الطلب باللغة الإنجليزية.

2. التحقيق الكامل حول حرق الغاز في العراق، “الأسرار القذرة لصناعة النفط” متاح هنا باللغة الإنجليزية.

للاستفسارات الإعلامية، يُرجى التواصل مع هيام مارديني، مديرة الإعلام والتواصل في منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على الرقم 0096171553232 أو البريد الإلكتروني [email protected].

من أجل هواء صحيّ ونظيف

يتعرض أكثر من ٩٠٪ من سكان العالم للهواءالخارجي السامّ. ويقدّر أن تلوث الهواء يتسبب في أكثر من ٧ ملايين حالة وفاة مبكرة في جميع أنحاء العالم سنويًا.

انضم إلينا