إعتاد سكان بلدة دارناي، في ولاية بيهار الواردة ضمن الولايات الهندية الأكثر فقراً، والذين يبلغ عددهم ألفين، على الحياة بلا كهرباء. لكنّهم لم يكونوا راضين. فأسلاك التوتر العالي كانت ممدودة قرب قريتهم من دون تغذية مصباحٍ واحد فيها. عوضاً عن ذلك استعان السكان بقناديل الكاز والمولّدات العاملة بالمازوت.

SOLAR- FINAL
اليوم ما زالت أسلاك التغذية الكهربائية مكانها، متجاهلة القرية، لكن منازلها الـ450 ومتاجرها الصغيرة ومدرستيها ومركزها الصحّي وشوارعها أصبحت تشعّ بالكهرباء بفضل الطاقة الشمسية. كما أنها تستفيد من عشر مضخات ريّ شمسيّة مربوطة بشبكة التوزيع الصغيرة بقوة 100 كيلوات. بمساعدة غرينبيس، أصبحت دارناي أوّل قرية في الهند عاملة بالكامل بطاقة الشمس.
وقال كمال كيشوري المقيم في القرية “فيما كانت الهند تحرز أشواطاً من النموّ، بقينا عالقين هنا طوال السنوات الـ30 الأخيرة ونحن نحاول كلّ ما يمكننا للحصول على الكهرباء”. وأضاف “لكن الآن يمكنني القول بكلّ فخر أن دارناي باتت رائدة في التجدّد. لقد حدّدنا هويّتنا كقرية مستقلّة ذاتيّاً على مستوى الطاقة ويمكننا التنافس إلى جانب البلاد في سباقها للنموّ”.
تشير التقديرات إلى حرمان ثلث سكان الأرياف في الهند من الكهرباء، ما يضاعف من أهمّية ما ترمز إليه دارناي. فالقرى الصغيرة لا تحتاج إلى إمدادات كهربائية مكلفة مربوطة بشبكة تتغذى من محطات تولّد الكهرباء منم الفحم القذر. الشمس وحدها كفيلة بتلبية حاجاتهم كاملة من الكهرباء.
ويجري استغلال الطاقة الشمسية في مختلف المناطق حول العالم من أرياف الهند إلى الولايات المتحدة والصين. فالصينيون بدأوا للتو بناء مصنع تجاريّ هائل للطاقة الشمسية في صحراء غوبي المشبعة بالشمس، تحتل مساحة 25 كلم مربع وتشمل ستة أبراج شمسية ضخمة مربوطة بمرايا شمسية. وستنتج هذه المنشأة ما يكفي من الكهرباء لمليون منزل وتقلّص استخدام الفحم بأكثر من 4 ملايين طن سنويّاً، ما يعني تفادي انتاج حوالى 900 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
تنفق الصين على الطاقات المتجدّدة أكثر من أي بلد آخر، ما يسهم في خفض التكاليف بحيث بدأت دول وأعمال ومنازل إضافية تتجه إلى الطاقة الشمسية، لا لدوافع بيئية فحسب، بل لأنها أكثر منطقية اقتصادياً كذلك. ففي الكثير من مناطق العالم باتت هذه الطاقة أقل كلفة من الفحم أو الغاز. شهدت القدرة الفوتوفولطائية نمواً من 3,7 جيغاوات في 2004 إلى 177 جيغاوات في 2014، أي بارتفاع من 48 ضعفاً في عشر سنوات.

 

بالطبع ستسألون ما العمل عندما تكون الشمس محجوبة؟
في الحقيقة، تعمل الخلايا الفوتوفولطائية في ظلّ الغيوم أيضاً. كما أن العنصر الأخير الكامن في تخزين الطاقة الشمسية يقترب سريعاً من الإنجاز، نظراً إلى الاستثمارات الهائلة في صنع بطاريات ضخمة تعمل بايونات الليثيوم أو الليثيوم-أكسيجين.
هذا إلى جانب تكنولوجيات كالطرق الشمسية، الألواح الشمسية في الفضاء، المزارع الشمسية البحرية العائمة، الخلايا الشمسية الشفافة أو حتى القابلة للرش. كلّ هذه العوامل تعكس مدى اقترابنا من ثورة حقيقية في الطاقة الشمسية.

 

تصريحات:
أكدت الوكالة الدولية للطاقة أن الأسعار في القطاع الفوتوفولطائي الشمسي هبطت بنسبة 80% تقريباً بين 2008 و2012.
وقدّرت مؤسّسة بلومبرغ أن القطاع الفوتوفولطائي الشمسي حول العالم سينمو إلى أربعة أضعافه من الآن إلى 2020، وإلى أكثر من 12 ضعفاً مع حلول 2030.