بعد اطلاق الجزء الأول من التقرير الذي أصدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) في آب/أغسطس 2021، والذي جاءت نتائجه مرعبة، اذ وقتها أطلقت جرس الإنذار بما يخص بآثار تغير المناخ بعدما كشفت ان العالم يقترب بشكل متسارع من ارتفاع درجات الحرارة وأن اللوم يقع على عاتق البشر بشكل واضح، ننتظر غداً إطلاق الجزء الثاني.

“رمز أحمر للبشرية” هكذا وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التقرير الأول داعيا إلى “وضع حد فوري لطاقة الفحم وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى عالية التلوث”. ونحن اليوم مجدداً عند مفترق طرق لتحديد مصير كوكبنا، قالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) بصريح العبارة ان البشر هم السبب في تغير المناخ. ادماننا على الوقود الأحفوري واستنزاف الموارد الطبيعيّة وعدم اعتمادنا الحلول المستدامة دمر كوكبنا.

ولكن… ما هي الIPCC؟ الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC هي منظمة دولية تتبع الأمم المتحدة وتعمل على تقييم الدراسات المتعلقة بالتغير المناخي وتقديمها إلى الحكومات كتقديرات شاملة عن التغير المناخي وأسبابه وتأثيراته المحتملة واستراتيجيات التصدي لهذا التغير.

 يشرح هذا التقرير بدقّة كيفية التخفيض في مستويات الانبعاثات للحفاظ على درجة الحرارة ١٫٥ درجة مئوية فوق درجات الحرارة ما قبل الثورة الصناعية وما يرافق هذا الارتفاع بدرجة الحرارة من تقلبات. ولتوضيح هذه النقطة أكثر سوف نعود بك إلى العام ٢٠١٥، التاريخ الذي أقرت فيه ١٩٦ دولة التزامها بإتفاقية باريس للمناخ التي تهدف إلى الحفاظ على درجة الحرارة العالمية خلال هذا القرن أقل بكثير من ٢ فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية ومواصلة الجهود للحد من إرتفاع درجة الحرارة إلى ١٫٥ درجة مئوية.

ولكن ما هو مصطلح “مستويات ما قبل الثورة الصناعية”؟ تستخدم الهيئة هذه العبارة للإشارة الى الحقبة الصناعية ١٨٥٠-١٩٠٠  وتستخدمها كأساس للمقارنات مع درجات الحرارة الحالية. فاليوم يسجل العالم ١٫٢ درجة مئوية في درجات الحرارة ويقترب هذا الرقم بشكل تدريجي من ١٫٥ درجة مئوية وهذا مرعب جداً. اذ اننا نعيش آثار تغير المناخ بشكل فعلي الآن! وصلنا الى “نقطة اللاعودة”، وسوف تكون تأثيرات تغيّر المُناخ على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كبيرة.

وقد بدأنا نشهد على تطرّف أحوال الطقس بنماذج غير مسبوقة، ومن المتوقع ان تشهد معظم المناطق البرية المزيد من الأمطار والثلوج، أما الجفاف الشديد في مناطق أخرى فسوف يتضاعف بـ ١.٧ مرات، والجليد في القطب الشمالي مُهدد أكثر من أي وقت مضى بالذوبان، ومستويات البحر سوف ترتفع بشكل ملفت بحوالي ٢ إلى ٣ أمتار على الأقل.

  بعد دراسة التقرير، وضعت منظمة غرينبيس أسس السير به لتجنب ارتفاع درجة الحرارة وتجنب تداعياتها. “العلم واضح والوضع خطير”! لذا على العالم التوجه بشكل مدروس ومستعجل نحو تقليص الانبعاثات بحوالي النصف بحلول العام ٢٠٣٠. ثم ان الأهداف التي وضعتها الدول في قمة المناخ الأخيرة COP 26 لتخفيض الانبعاثات في العام ٢٠٢٠ غير كافية لإبقاء معدل درجات الحرارة تحت الـ١.٥ مئوية. وعلى الدول اتخاذ المزيد من الإجراءات وبدء تنفيذها على أرض الواقع. علماً ان المسؤولية الأكبر تقع على أصحاب القرار لقيادة ودعم المبادرات في هذا الاتجاه.

أخيرا، تتحول آمالنا وأعيننا اليوم إلى قمة المناخ المقبلة – COP27 في مصر وقتها سوف يجتمع القادة من جميع أنحاء العالم لتحديد خطى السياسات المناخية للسنوات القادمة. في الواقع، يجب على قادة دول الشمال أن يلعبوا دورا مهما لخفض الانبعاثات بشكل كبير بما انهم تاريخيا الأكثر تلويثا. يجب أن يتم الضغط في اتجاه الحد الفعلي للانبعاثات وليس الوعود الفارغة.

في 28 شباط/فبراير الجاري، سيتم نشر الجزء الثاني من تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC وسوف ينطلق التقرير من حيث توقف التقرير السابق: التركيز على آثار أزمة المناخ على البشر وعلى المسكن وسبل العيش والنظم البيئية التي نعتمد عليها. وهذا الموضع مهم بشكل خاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، اذ انها تعد واحدة من أكثر المناطق تأثراً بتغير المناخ.

تأكد من متابعة صفحتنا للحصول على تحديثات بخصوص مخرجات هذا التقرير.

تصدى لظاهرة تغير المناخ!

ان تأثير تغير المناخ بدأ بالظهور أكثر وأكثر…من موجات الحرارة  المتطرفة الى الجفاف والفيضانات التي تمتد على عواصم ومناطق عدة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

انضم إلينا