في الواقع ليس عليك ان تتخيّل ذلك، لأن هذه الظاهرة قد حدثت سابقاً عدّة مرات! ولكن تخيّل ماذا سيحدث لو وقع تسرب نفطي جديد في القطب الشمالي ونظامه البيئي البحري يعاني أصلاً من أزمة بسبب تغير المناخ. هذا ما تخاطر به شل مع بدء الحفر في منطقة القطب الشمالي- على الرغم من ان منظمة غرينبيس/ السلام الأخضر وجهود الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم طالبوا بإيقاف ذلك.

OIL- FINAL- WEB

 

تقول الحكومة الأمريكية ان اذا بدأت شل بأعمال التنقيب عن النفط خلال صيف 2015، هناك احتمال بنسبة 75% على وقوع تسرّب نفطي كبير في كلّ من بحر تشوكشي ومنطقة البحر الهامشية من المحيط المتجمد الشمالي، وذلك بسبب آبار النفط التي تنتج بكميّات تجارية كبيرة. وكانت شركة شل قد اعترفت بنفسها أن من المحتمل حدوث تسرب نفطي في هذه المياه الجليدية. مما يعني أن شل لا تزال ماضية بمشروعها وما هي الا مسألة وقت فقط لوقوع كارثة كبرى!
قطعت شركة شل الكثير من الوعود حول “امكانية التشغيل بمسؤولية مع احترام المصادر البيئية”، كما لو ان التنقيب عن النفط تحت قاع البحر في القطب الشمالي يمكن ان يحصل مع مراعاة المسؤولية البيئية! خصوصاً مع اعتراف الرئيس التنفيذي للشركة مؤخرا ان الحفر في أقصى الشمال كان سهلاً بشكل نسبي.

نقول للناس الذي يعيشون في دلتا النيجر ان الجواب عن ما اذا كانت شركة شل ستلتزم بالوعود التي قطعتها حول “احترام المسؤولية البيئية”، هو بكلّ بساطة: غير صحيح وغير موجود! وتبدو شل فخورة جدا بسجل سلامتها، الأمر يثير الدهشة نظرا لقائمة الحوادث والأخطاء الكبيرة الموجودة في تاريخها.
وكان قد أشار بحث جديد أجري هذه السنة من قبل مجموعة علماء في جامعة لندن، ان 30% من مجمل احتياطيات النفط الموجودة في العالم نعرفها أصلاً، وان 50% من احتياطات الغاز هي غير قابلة للإحتراق إذا كان علينا البقاء تحت درجتين مئويتين. اذا لماذا شل تضيّع أموال المساهمين في التنقيب عن النفط في القطب الشمالي، وبينما حدود ميزانية الكربون في العالم ستنفجر قريباً؟
ويذكر ان شركات النفط في العالم، وبما في ذلك شل، كانت قد قالت للأمم المتحدة أنها تريد أن تقوم بدورها حيال الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، الا ان البحث عن النفط يبدو غريباً جداً بالمقارنة مع كلامهم هذا!
على شركات النفط الاستيقاظ من هذا الكابوس، الجواب عن تقليل انبعاثات الكربون ليس بإلتقاط الكربون وتخزينه، أو عبر إنتاج النفط بكفاءة أكبر، وبالتأكيد هو ليس في البحث عن نفط القطب الشمالي. انما الجواب هو في الطاقة المتجددة، وعلى الجميع الخروج من الوقود الأحفوري، والإستثمار في قطاع الطاقة المتجددة.