العديد من المصانع والمحطات في الوطن العربي تستخدم الفحم الحجري كمصدر للطاقة، سوف نقوم بنشر حقائق ومعلومات عن مخاطر هذا المصدر بسلسلة من المدونات تحمل عنوان “القاتل الصامت”.

Braunkohlenkraftwerk Lippendorf Boehlen
أليس من المعيب أن يكون التنفس مهدداً للحياة، وأن يصاب الأطفال بالربو أو أن يعانوا من مشاكل في النمو بسبب الهواء الذي يتنفسونه أثناء اللعب؟ من الحقوق الأساسية في عالمنا، هو التنفس هواءًنقياً ونظيفاً.
تنشر محطات الفحم الهواء الملوّث، من ضمنها، الزئبق والحديد والزرنيخ والكادميوم وجزيئات صغيرة من الكبريتات والنترات التي تتوغل في الرئتين. ويطلق على الفحم الحجري لقب “القاتل الصامت”، وذلك بسبب طريقة الموت التي تنتج عنه، من مجرّد التنفّس. اذ ان الهواء المستنشق يؤذي الجميع: الرضع والأطفال والكبار، وبالأخص كبار السن.
محطات تصنيع الكهرباء المعتمدة على الفحم والصناعات الأخرى التي تعتمد عليه تعد أكبر مصدر لإنبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي أحدثت تغيرات في مناخنا. الإستمرار في حرق الفحم سيسبب في إحداث المزيد من التغيرات المناخية الكارثية. أعداد الوفيات التي تبلغ مئات الآلاف حالياً بسبب تغيرات المناخ ستزيد إلى الملايين خلال عقود.
كل عام تُشغَّل فيه محطات الكهرباء المعتمدة على الفحم يتم انقاص آلاف السنين من الحياة. وهذا النقص يمكن تفاديه، خاصة بوجود مصادر الطاقة المتجددة والكثير من الحلول الجديدة والمتطورة الموفرة للطاقة التي تمكننا من إبقاء العالم العربي مضاءً.
تعد محطات الكهرباء والمصانع المعتمدة على الفحم من أسوء مصادر ملوثات الهواء السامة في العالم العربي والعالم أجمع، كما ان انبعاثات الغاز الحمضي والسخام والغبار من الفحم هي أكبر مساهم صناعي في إحداث التلوث ذو الجسيمات الميكروسكوبية التي تستطيع التعمق داخل الرئتين والدخول إلى مجرى الدم.
ان التلوث يؤذي صحة الرضع والأطفال والكبار، ويسبب الجلطات القلبية وسرطان الرئة، كما يزيد من نوبات الربو وغيرها من المشاكل الرئوية. عشرات الآلاف من الكيلوغرامات من المعادن السامة كالزئبق والحديد والزرنيخ والكادميوم التي يتم نشرها من المداخن تساهم في خطر الإصابة بالسرطان وتؤثر سلباً على نمو الأطفال.
وعلى الرغم من هذه المخاطر الصحية، إلا أن الحكومات العربية قد فشلت في الابتعاد عن مصادر الطاقة التقليدية الملوثة، وهي تبحث الآن عن امكانية استخدام الفحم في انتاج الطاقة وفي معامل الإسمنت.
عملت منظمة السلام الأخضر وبتفويض من جامعة شتوتغارت في أوروبا على تقرير لدراسة الآثار الصحية الناتجة عن محطات توليد الكهرباء المعتمدة على الفحم في أوروبا والعالم.
وكما ذكر سابقاً، فإن وجود مصادر الطاقة المتجددة وآخر الحلول الجديدة والمتطورة الموفرة للطاقة التي تمكننا من إبقاء العالم العربي مضاءً والمصانع تعمل بتقنيات مختلفة بعيداً عن الفحم. لذا فإن العالم الغربي يبحث عن الطرق التي تمكنه تجنب حرق الفحم، لتفادي آثار التغير المناخي الكارثية. وعلى الحكومات العربية العدول عن التفكيربالفحم الحجري كمصدر طاقة، وبوضع أهداف للطاقة الخضراء تضمن مستقبل أفضل للشعوب.علينا استبدال الفحم الحجري بالطاقة الخضراء في توليد الطاقة.
يتبع …

صفاء الجيوسي

مسؤولة الحملات في غرينبيس- العالم العربي

[email protected]

 

* لمزيد من المعلومات، يرجى الإتصال بـ:

دانيا شري

مسؤولة الإعلام في غرينبيس- العالم العربي

[email protected]