أعربت منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن قلقها من إعلان المملكة العربية السعودية التي تعهدت بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول العام 2060، اذ انه يفتقر إلى الالتزام الجدي في خفض الانبعاثات ويصب في مصلحة اقتصادها الذي يعتمد على الوقود الأحفوري.
علّق مدير الحملات في غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أحمد الدروبي: “يأتي هذا الالتزام من المملكة العربية السعودية، واحدة من أكبر خمس دول منتجة للنفط في العالم وأعلى نصيب للفرد من الانبعاثات بين دول مجموعة العشرين، يوضح أن حالة الطوارئ المناخية يتم الاعتراف بها أكثر فأكثر كأولوية عالمية.”
وتابع: “يشكل محتوى الإعلان مصدر قلق كبير لأنها تركز على مجموعة من الحلول الخاطئة، مثل تقنية احتجاز الكربون وتخزينه
التي لا تزال قابليتها للتطبيق على نطاق واسع غير مثبتة إلى حد كبير وقدرتها على تحقيق تخفيضات كبيرة في الانبعاثات بحلول منتصف القرن محدودة حاليًا. من الصعب ضمان التخزين الآمن والدائم والقابل للتحقق من ثاني أكسيد الكربون، وهناك العديد من التأثيرات المناخية الخفية لهذه التقنيات”. وأضاف: “إن اقتراح زيادة الاعتماد على الغاز الطبيعي وتطوير اقتصاد يقوم على الهيدروجين، والاعتماد بشكل أساسي عليه، يمثل أيضًا مصدر قلق كبير، اذ يعتمد الهيدروجين الأزرق على احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه ويحافظ أيضًا على الوضع الراهن للاعتماد على الوقود الأحفوري، وفقًا لدراسة حديثة فإن إجمالي انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون أقل بنسبة 9٪ -12٪ فقط من انبعاثات الهيدروجين الرمادي”.
وتابع الدروبي: “نشكك في جدية هذا الإعلان لأنه يأتي بالتوازي مع خطط المملكة لزيادة إنتاجها النفطي من 12 مليون برميل يوميا إلى 13 مليون برميل يوميا. ويبدو أنه مجرد خطوة إستراتيجية لتخفيف الضغط السياسي عليها قبيل انعقاد قمة المناخ COP26 “.
وختم بالقول: “إن تغير المناخ تهديد عالمي يتطلب خفضًا عالميًا لانبعاثات الكربون، وبالتالي فإن الدول المصدرة للوقود الأحفوري تتحمل مسؤولية خارج حدودها الوطنية. نحث المملكة العربية السعودية على التوقف عن توسيع استثماراتها في النفط والغاز في الداخل والخارج. المنطقة لديها وفرة من إمكانات الطاقة المتجددة. هناك وسائل أسرع وأنظف وأكثر أمانًا وأكثر كفاءة وأرخص تكلفة موجودة لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. من الضروري إعطاء الأولوية للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري واستبداله بالطاقة المتجددة، فضلاً عن الاستثمار في كفاءة الطاقة وتكييف مستويات العيش لإعطاء الأولوية للحفاظ على الطاقة”.
من أفراد مهتمين بحماية كوكبنا وتحقيق السلام العالمي والوصول الى التغيير الإيجابي من خلال التحرك الفعلي! معاً لن يستطيع احد ايقافنا. غرينبيس هي منظمة مستقلة تعمل على إحداث التغيير في السلوك والتصرفات، بهدف حماية البيئة والترويج للسلام العالمي.