

في نهاية تموز/يوليو من العام 2023، أعلنت الجزائر أن عدد الوفيات الناجمة عن الحرائق المندلعة في ما لا يقل عن 11 ولاية وصل إلى 34 حالة. وفق السلطات المحلية، كان يمكن تفادي هذه الكارثة لو أن بعض الضحايا لبوا النداءات بـ”ضرورة إخلاء المساكن المهددة بالنيران“، أو على الأقل طبقوا إجراءات بسيطة، يمكن أن تحفظ سلامتهم أثناء اندلاع الحرائق.
من الصعب التنبؤ بكيفية تأثير تغيّر المناخ والنشاط البشري على مخاطر حرائق الغابات في المستقبل. لكن ما يمكن تأكيده في الوقت الحالي هو أن الظواهر الجوية المتطرفة التي تعزّز الحرائق، مثل موجات الحر، زادت بالفعل وبوتيرة أسرع مما كان يتوقعه العلماء في الماضي. في المبدأ، إن استمرار حرق الوقود الأحفوري سيرفع تركيزات الغازات الدفيئة المنبعثة منه أكثر، مما يؤدي إلى اشتداد الاحترار العالمي. ويعني هذا عملياً أن حرائق الغابات وموجات الحر والجفاف سترتفع بوتائر لم يعهدها البشر من قبل.
هذا الاضطراب أصبح ملموساً خصوصاً في دول حوض البحر المتوسط ودول شمال أفريقيا، وشاهدنا تداعياته في لبنان وفي تونس والجزائر والمغرب في السنوات القليلة الماضية، وهو يتطلب اعتماد طريقة تفكير جديدة أساسها وجوب التكيّف مع تداعيات التغير المناخي، بحيث نكون مستعدين نفسياً وعملياً لهذه الأحداث بقدر ما نستطيع. بمعنى أوضح، علينا أن نكون مهيّئين للتعامل مع حرائق الغابات والأحراج والتكيّف مع هذا الخطر المتزايد.
عندما تشتعل حرائق الغابات بالقرب منك، وإلى حين وصول دعم رجال الإطفاء والمختصين، كن مستعداً لحماية نفسك وعائلتك من خلال الإرشادات التالية:
- في حالة نشوب حريق، حافظ على هدوئك دائماً. قم بتقييم الموقف وقرر ما إذا كان يمكنك المساعدة في إطفائه.
- إذا كانت شرارة أولية صغيرة، حاول إخمادها بسرعة باستخدام الماء أو التربة أو جذع شجرة ثقيل. إذا تمكنت من إخمادها، ابقَ على مقربة من مكان اندلاع الشرارة، فمن المحتمل أن الحريق لم يتم إخماده بالكامل بعد وثمة إمكانية لمعاودة اشتعاله. بلّغ خدمات مكافحة الحرائق المحلية، وانتظر وصول المختصين قبل مغادرة المنطقة.
- إذا كان الحريق في مرحلة متقدمة للغاية، اتصل بخدمات مكافحة الحرائق، ثم غادر المنطقة ودع رجال الإطفاء المحترفين يعملون. تجنب الهروب صعوداً أو هبوطاً في اتجاه الريح.
- إذا كنت في الخارج وصادفت حريقاً، حاول أن تمضي في طريق يؤمن التواصل مع الآخرين، أو الوصول إلى منطقة محترقة بالفعل، أو إلى محيط نهر أو حقل مزروع، إلخ…
- ضع خطة لإدارة حالتك في حالة نشوب حريق قريب من منزلك. قم بإعداد الأدوية وأقنعة السلامة من نوع (N95)، وفقاً لاحتياجات الأطفال والنساء الحوامل والأفراد الذين يعانون من حالات طبية مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن أو أمراض القلب.
- إذا كنت في منزلك واندلع حريق قريب من محيطه، أبلغ خدمات الطوارئ (تحقق من أرقام الطوارئ والإطفاء في بلدك في الجدول أدناه). املأ حوض الاستحمام والأحواض الأخرى بالماء وقم بترطيب المناطق المهددة بالنيران.
- إذا كان الحريق على بعد أقل من كيلومترين، فاستعد للإخلاء باتباع تعليمات خدمات الطوارئ والإطفاء. تأكد من طرق الإخلاء في وقت مسبق، ومن إعداد أطفالك ومراعاة حيواناتك الأليفة عند وضع خطة الإخلاء.
- قم بتخزين صندوق مستلزمات النجاة لحالات الطوارئ في سيارتك، وتذكر إرفاقها بالمستندات المهمة والأدوية والأوراق الثبوتية.
- إذا اندلع حريق داخل منزلك، حاول إخماده على الفور، أغلق صمامات أجهزة الغاز، وبالتزامن اتصل بخدمة الإطفاء. علّم كل فرد من أفراد أسرتك كيفية استخدام مطفأة الحريق (من نوع ABC) ووضح لهم مكان الاحتفاظ بها.
- إذا اقتربت النار بشدة من مكان تواجدك، اجمع كل أفراد أسرتك في غرفة واحدة بها نافذة. باستخدام قطع قماشية أو أغطية الفراش، أغلق بإحكام منافذ الدخان حول الجزء السفلي من الباب، ثم افتح النافذة واطلب المساعدة، أو حاول الاتصال بخدمة الطوارئ باستخدام هاتفك الجوال. إذا كنت في الطابق الأول أو في الطابق الأرضي، استخدم النافذة للهروب. لا تقفز، استخدم أغطية الفراش للتسلل عبر النافذة برفق.
إذا اشتعلت النيران في ملابسك، لا تركض. استلق على الأرض وتدحرج فوراً حتى تنطفئ النيران. ارتدِ معطفاً أو بطانية أو أي مادة ثقيلة لإخماد النيران.
* الوقود الأحفوري هو السبب الرئيسي في اشتداد حدّة ظواهر الطقس المتطرّف وتواترها، والناس في جميع أنحاء العالم يعانون من تداعياتها. وبينما تحصي شركات النفط والغاز الكبرى أرباحاً بمليارات الدولارات، فإن كافة المجتمعات وبخاصة في دول الجنوب العالمي، يحصون في المقابل خساراتهم والأضرار الناجمة عن الفيضانات والجفاف والحرائق وموجات الحرّ القياسية، التي يؤجّجها حرق الوقود الأحفوري. هذه هي الحقيقة الصارخة للظلم المناخي، وعلينا أن نضع حداً لذلك! حان الوقت لإلزام شركات النفط الكبرى بالتوقف عن التوسع في إنتاج النفط والغاز في جميع أنحاء العالم وبدفع تكاليف الدمار المناخي الذي تسبّبه في كل مكان.