تتجه الأنظار كلّها نحو قمة المناخ COP26 التي نُعوّل عليها، باعتبارها حدثًا بالغ الأهمية بما يحمله من أملٍ فعلي للكوكب والبشرية في حال مضى قادة العالم والمعنيون قدمًا بخفض الانبعاثات ومواجهة التغيّر المناخي المُدمّر. يعرف قادة العالم ما المطلوب منهم، لكن عليهم أن يُبادروا بالتحرّك الآن ! فهل سينجحون بهذا الاختبار ؟

تتأثر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشدة بآثار تغير المناخ بنواحي عدة، إذ الحرائق التي نشبت خلال الصائفة الماضية في كل من المغرب والجزائر وسوريا ولبنان كانت مُدمّرة ومعدلات التصحر في شمال إفريقيا والعراق بلغت درجة تستوجب إطلاق الإنذار الأخير بالإضافة الى وجود مخاوف حقيقية حول مستقبل البحر الأحمر في العقود القادمة.

ويضاف إلى تلك الكوارث والتهديد إرتفاع درجات الحرارة خلال الصيف في المنطقة بمعدل أسرع مرتين مقارنة بمتوسط الاحترار العالمي، كما ان دلتا النيل يتعرض لخطر كبير يتمثل في ارتفاع مستوى سطح البحر، مما قد يؤدي إلى نزوح ملايين الأشخاص وتهديد الأمن الغذائي. واليوم نملك فرصة الضغط على صناع القرار كي يتخذوا قرارات جدية في قمة المناخ.

COP26  هو من أهم المحطات السياسية لحالة الطوارئ المناخية منذ اتفاقية باريس في عام 2015، ونحن جميعًا في أمسّ الحاجة إلى أن يكون هذا الحدث ناجحًا. لهذا السبب، نحتاج إلى أن يكون صانعو القرار لدينا صريحين ويطالبون بالعدالة المناخية وان يعملوا على تطوير أنظمة الطاقة النظيفة، والانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

المطلوب اليوم عمليّا، هو زيادة تمويل المناخ بحوالي 100 مليار سنوياً بالأساس للتأقلم والتكيف وأيضاً للتخفيف من آثار التغير المناخي والالتزام بتمويل الدول الأكثر تأثراً وتعويضها مقابل الضرر والخسارة وتحديد هدف بخفض الانبعاثات بنسبة 50%  بحلول 2030 وبلوغ صفر انبعاثات صافية بحلول 2050، والالتزام التام من قبل الحكومات بإنهاء جميع مشاريع الوقود الأحفوري على الفور بالإضافة الى اتباع نهج تنموي مستدام مع انتقال عادل نحو مستقبل أخضر وتحقيق العدالة المناخية ووقف جميع الاستثمارات الجديدة في الوقود الأحفوري للمحافظة على ارتفاع درجات حرارة دون 1.5 مئوية بالمقارنة بما قبل الثورة الصناعيّة.

 تُشكّل قمة المناخ أحد أهم الأحداث السياسية في العالم حول حالة الطوارئ المناخية منذ اتفاق باريس للمناخ لاتخاذ الدول تدابير حقيقية وجدية لأزمة المناخ، حيث تبرز أهمية المعادلة بين تمويل المناخ والتكيّف مع آثار تغير المناخ والخسائر والأضرار المُترتبة كجبهة مُوحّدة للعدالة المناخية والتي يجب ان تتحرّك الدول لتحقيقها، فالآن نحتاج كلّنا للنجاح بشكلٍ جماعي أكثر من أي وقت مضى نظرا لأننا نقترب من ذروة أزمة المناخ التي تُرخي بثقلها على الكوكب تحت إشراف قادة العالم الذين يُشاركون بالمؤتمر في غلاسكو.

نحن ندقّ جرس إنذار لقادة العالم، ونحتاج أن يأخذه صناع القرار في مؤتمر المناخ فرصة حقيقية للمبادرة والتقدم، ومضاعفة جهودهم من أجل البشرية كلّها وكوكب الأرض، فقد حان الوقت لأن تستثمر الحكومات في المُستقبل وتتوقف عن إنقاذ صناعة هي بالأصل تحتضر وعلى صناع القرار التفكير في الفئات المهمشة وهم الاكثر تضرر من التغير المناخي، وعلى الحكومات التفكير في الفئات المهمشة الأكثر تضررا من اثر التغير المناخي في المنطقة ومحاولة إيجاد حلول عبر التحوّل إلى مسارات تنموية مُستدامة لتُؤمّن حياة كريمة وآمنة وصحية وسعيدة للأجيال القادمة في المنطقة.

انضموا إلى نداءنا العالمي للتحرّك، وارفعوا أصواتكم للدفاع عن الكوكب #InspiringCop

تصدى لظاهرة تغير المناخ!

ان تأثير تغير المناخ بدأ بالظهور أكثر وأكثر…من موجات الحرارة  المتطرفة الى الجفاف والفيضانات التي تمتد على عواصم ومناطق عدة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

انضم إلينا