بدأت اليوم العملية الخطرة لإزالة أكثر من مليون برميل من النفط من الناقلة “صافر” العائمة قبالة ساحل اليمن بعد سنوات من التأخير. وقد وصلت الناقلة النفطية البديلة “اليمن”، التي كانت تحمل اسم “نوتيكا” سابقاً، بالقرب من “صافر” لتبدأ العملية المنسّقة من قبل الأمم المتحدة، والتي من المتوقع أن تضع حداً للأزمة التي استمرّت لما يقرب من عقد من الزمن بسبب اندلاع الحرب في اليمن.

وقالت غوى نكت، المديرة التنفيذية – غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “الناقلة صافر FSO Safer المُهملة وشحنتها المكونة من 1.1 مليون برميل من النفط، كانت تشكّل قنبلة موقوتة منذ عام 2015، وتهدّد بكارثة إنسانية وبيئية واقتصادية، وقد حذرنا منذ بدء الأزمة ودعونا إلى سرعة علاجها سريعاً من قبل المسؤولين والمنتفعين. بينما تحمل عملية الإنقاذ مخاطرها، فإن هذه المخاطر أقل من عدم القيام بأي شيء. نأمل أن تمثّل عملية الإنقاذ الفصل الأخير في هذه القصة المُرعبة التي تسبّبت فيها شركات النفط.”

تعمل الأمم المتحدة بشكلٍ يائس على جمع الأموال لدفع تكاليف العملية، وقد نظّمت حملة تمويل جماعي دعت إليها العديد من الدول. ومع ذلك، فإن المزيد من التمويل مطلوب للمراحل المقبلة، ولكن هذا المبلغ يمثل فقط جزءاً ضئيلاً من الأرباح التي جمعتها شركات النفط والملوّثين الكبار في السنوات الأخيرة. شركات النفط العملاقة، مثل “توتال إنرجيز” و”إكسون موبيل” و”أو إم في” و”أوكسيدنتال”، استخدمت “صافر” لعقود، ومع ذلك، لم تحرك ساكناً للمساعدة في منع تسرّب النفط الكبير المحتمل في البحر الأحمر.

وأضافت نكت: “كان خطر تسرب النفط أو الانفجار يشكل سيفاً معلقاً فوق رؤوس الملايين من الناس الذين يعيشون في المنطقة. يمكن أن تلحق كارثة من هذا القبيل أضراراً لا يمكن إصلاحها بالنظم البيئية للبحر الأحمر ومصادر رزق المجتمعات الساحلية في المنطقة، وكلاهما مهدد بالفعل بسبب الحرب المستمرة والأزمة الإنسانية في اليمن وتأثيرات الأزمة المناخية المستمرة. لا يمكن تجّنب الخطر حتى يتم إزالة النفط بالكامل وبشكلٍ آمن.

مهمة الإنقاذ هي بمثابة شهادة على قوة التعاون العالمي، حيث انخرطت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ولكننا نحن، أي شعوب هذه المنطقة، هم من يدفعون الفاتورة وليس الملوثين.”