ندعوكم للانضمام إلينا في هذا اليوم الدولي لأمّنا الأرض، حيث نجدّد التزامنا بحمايتها ونتحد معًا من أجل المحافظة على بيئتنا ومستقبل أجيالنا.

يحتفل العالم في 22 أبريل/ نيسان من كل عام باليوم الدولي لأمّنا الأرض. وبينما أكتب هذه الكلمات احتفاءً بهذه المناسبة، لا يمكنني إلا أن ألاحظ الارتفاع الكبير في درجات الحرارة في العديد من المناطق حول العالم، حتى في عواصم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث كنا نعيش حياتنا بشكلٍ طبيعي قبل أعوام قليلة.

فعلى سبيل المثال، تجاوزت في الآونة الأخيرة درجات الحرارة في العاصمة التونسية معدّلاتها الطبيعية. وبينما لا نزال في بداية فصل الربيع، يثير هذا الارتفاع تساؤلات حول ما قد يحمله لنا فصل الصيف من مفاجآت بسبب تغيّر المناخ وآثاره.

نتيجةً لأزمة المناخ، شهدت منطقتنا في السنوات الأخيرة فيضانات مدمّرة، من بينها الفيضانات التي اجتاحت سلطنة عُمان الأسبوع الماضي، وأثرت بشكلٍ خاص على ولاية المضيبي. وبيّنت المشاهد المخيفة والحزينة الأضرار التي لم توفّر حجراً أو بشراً من الأذى، إذ أدت إلى وفاة العشرات حتى الآن، من بينهم أطفال، ونتج منها أيضاً خسائر مادية  فادحة ودمار هائل في البنية التحتية، بما أثّر سلباً على حياة المواطنين وسُبل عيشهم. والجدير ذكره أن العاصفة المدمّرة نفسها شهدتها الإمارات العربية المتحدة وعدة دول في الخليج العربي بشكل متزامن، وأدت أيضاً إلى تساقط كميات كبيرة وغير مسبوقة من الأمطار في يوم واحد، مخلّفة خسائر جسيمة، كما أنها عطلّت الكثير من الأعمال حتى بعد انحسارها.

تذكّرنا المشاهد التي رأيناها بكارثة الفيضانات التي حلّت على درنة ومدن الشرق الليبي، في أيلول/سبتمبر الفائت، والتي ذهب ضحيتها 4,352 شخص على الأقل، وأدت إلى نزوح أكثر من 43 ألف آخرين، بحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة، من دون أن ننسى أيضاً السيول الجارفة التي شهدها إقليم الحوز بمدينة مراكش المغربية قبل أشهر قليلة من كارثة ليبيا.

في الآونة الأخيرة، شهدنا تأثيرات متزايدة للتغيّر المناخي على المنطقة، ولتحديات بيئية تؤثر على الموارد الطبيعية، مما يتطلب تحركاً جدياً وفعّالاً لمواجهتها. فقد تصاعدت درجات الحرارة صيفاً في العديد من دول المنطقة، ممّا أدى إلى جفاف الأراضي ونقص المياه. وفي فصل الشتاء، واجهنا درجات حرارة منخفضة ومعدّلات أمطار وثلوج غير ثابتة، تتغير من عامٍ إلى آخر. فعلى سبيل المثال، عانت مصر من الجفاف في السنوات الأخيرة، بينما يواجه لبنان تحديات هائلة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والحرائق الموسمية التي ضربت أيضاً سوريا وتونس، بالإضافة إلى العراق الذي يتربّع قائمة الدول الأكثر تلوثاً للهواء في منطقتنا فضلاً عن مخاطر الجفاف.

إن توالي هذه الظواهر الجوية المتطرفة يؤكّد لنا أن أرضنا تواجه خطر التغيرات المناخية يومياً، وعلى مدار العام. هذا الخطر لم يعد مجرّد حديث نظري، بل أصبح واقعاً مؤلماً يؤثّر على حياة الملايين حول العالم. لكن، هل يمكننا التحرّك والتغيير نحو الأفضل؟ بكل تأكيد! من خلال منصة صوت يمكنكم أن ترفعوا معنا الصوت عالياً وأن تطلقوا عرائضكم البيئية للتّغيير. سواء أكنتم ترغبون في إطلاق حملة بشأن تأثيرات تغيّر المناخ، أو من أجل الحدّ من التلوث البيئي، مثل الحد من استخدام البلاستيك في المدن، أو تحسين جودة المياه أو حماية المحميات والمناطق الخضراء، يمكنكم القيام بذلك من خلال منصة صوت. في نهاية المطاف، اليوم الدولي العالمي لأمّنا الأرض هو فرصة لنا جميعاً للتفكير في كيفية تأثيرنا على كوكبنا وكيف يمكننا تحقيق التغيير الإيجابي وإحداث الفارق الذي نريده في العالم من حولنا. كل يوم يجب أن يكون اليوم الدولي لأمنا الأرض. فلنتذكر أن أرضنا لا تأخذ إجازة من العطاء الطبيعي وعلينا ألا نتهاون في حمايتها والحدّ من الأضرار التي نسبّبها لها. 

دعونا نتحد معاً من أجل حماية أرضنا، فهي تستحق منا كل الرعاية و الاهتمام. انضموا إلينا الآن !

فريق عمل منصّة صوت

صوتنا

هل لديكم حملة بيئية؟ ماذا تنتظرون؟ إرفعوا صوتكم الآن. المنبر لكم، والحلّ بأيديكم.

انضم إلينا