هل تعلم كيف تستخدم العلامات التجارية العالمية أشجار زيت النخيل؟ هل تحافظ على الأراضي الخضراء وعلى مساكن الحيوانات الأخيرة؟ كشفت غرينبيس في تحقيق جديد قامت به أسماء الشركات التي وفت بوعدها لوقف كارثة ازالة غابات أشجار زيت النخيل في اندونيسيا. اليكم الشركات التي وفت بوعدها ومن لا تزال تستغل الأراضي لأغراض تجارية؟

 Burning Pasture in Amazon

سجلت اندونيسيا في الأشهر الستة الأخيرة أكبر حريق للغابات في العالم، أدى الحريق الى تحول ملايين الهكتار من الأراضي النابضة بالحياة والغابات الاستوائية المطيرة والمستنقعات إلى دخان رمادي، واختفت معها بعض المساكن الأخيرة لقردة أورانغتان- السعالي.

قد يبدو لك في البداية خبر نشوب حريق في غابات اندونيسيا بعيدا ولا علاقة لك بالموضوع، ولكن توصلت غرينبيس في تحقيقاتها خلال السنوات الأخيرة الى ان بعض المعلبات التي نضعها على رفوف مطابخنا لها علاقة كبيرة بما يحدث في اندونيسيا، ويكفي منا التنبه أكثر الى عاداتنا في التسوق كي نضع حداً لهذه الكارثة البيئية. ولكن كيف؟

 

بدءاً بـ”دوريتوس” شيبس إلى معجون أسنان “كولجايت” وشامبو الأطفال من “جونسون آند جونسون” وغيرها من المنتجات التي يصعب انتاجها دون استخدام زيت النخيل. ولكن حتى إذا كان ذلك ممكناً، فإن استخراج زيت النخيل ليس المشكلة بل إزالة الغابات هي الكارثة، ويجب ايقاف ذلك بمجرد ان تتعامل الشركات بأسلوب مسؤول تجاه زيت النخيل الذي يشترونه. وانطلاقاً من هنا تحرك مئات الآلاف من داعمي غرينبيس وأخذوا الصراع الى ساحة الشركات المسؤولة عن الضرر بشكل مباشر.

 

وعبر الضغط الجماعي، بدأنا بإجبار العلامات التجارية الكبرى التي تستخدم زيت النخيل أو الورق من اندونيسيا على حماية الغابات الاستوائية المطيرة. وفي العامين الماضيين، حققنا انجازاً كبيراً، فقد التزمت مجموعة كبيرة من العلامات التجارية الضخمة – بما في ذلك “مارس” و”بروكتر أند غامبل” بهذا المطلب. وحصل ما يمكن اعتباره مفاجأة كبرى، فقد بدأت العلامات التجارية الكبرى في العالم التحدث بوقف تدمير هذه الغابات المذهلة. أمر مذهل!

 

ولكن غرينبيس لم تترك الصراع، وفي شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي اتصلت غرينبيس بـ 14 شركة عالمية لمعرفة كيف عملت على تحقيق التزاماتها الا ان النتيجة التي توصلنا اليها كانت مقلقة بعض الشيء. عدد قليل من الشركات حققت تقدما كبيرا لضمان وقف وجود أعمال إزالة الغابات في سلسلتها التجارية ومعظم يتحركن ببطء شديد.

 

بدى لنا ان بعض الشركات تعتقد ان تقديم الوعود أمراً سهلاً وأن أحداً لن يدقق لمعرفة ما اذا التزمت بها. كشف تحقيق جديد قامت به غرينبيس ان جميع الشركات التي شملتها الدراسة، “كولجيات” و”بالموليف” و”جونسون أند جونسون” وشركة “بيبسي” قد فشلت في الحفاظ على وعد قطعته أمام عملائها بعدم إزالة الغابات. ونقول لهم ان حان الوقت الآن لوضع حداً للعبتهم هذه!

الحقيقة هي أننا لا نستطيع الانتظار. ما يحدث في اندونيسيا لا يصدق، ومعدلات إزالة الغابات تزداد يوماً بعد يوم. فإن حادثة الحرائق الضخمة التي وقعت منذ ستة أشهر قد تظهر مجدداً في أي لحظة.

صناعة زيت النخيل لا تزال السبب الرئيسي في كل هذا الدمار، وما يحبط أكثر هو أن من الممكن انتاج زيت النخيل بمسؤولية دون التعرض الى البيئة. قامت غرينبيس بمشروع مذهل مع جماعات سومطرة في منطقة دوسان، وهي تنتج زيت النخيل وتحمي الغابات الاستوائية المطيرة المحيطة بها. وهناك عدد كبير من المشاريع المماثلة في إندونيسيا التي تحتاج إلى دعم.

على الشركات الكبرى النهوض بهذه المجتمعات، وهم يعلمون جيدا ماذا ينبغي عليهم القيام به وكيف، لذلك يجب عدم السماح لهم بتقديم وعود فارغة وعلينا المطالبة بالتغيير الحقيقي والعمل الحقيقي على أرض الواقع!